فقد تسببت الاشتباكات المتقطعة التي تشهدها منطقة أقصى الجنوب منذ ما لا يقل عن 15 عاماً بآثارٍ سلبية على الصحة النفسية للأهالي المحليين الذين يتردد كثيرٌ منهم في طلب الرعاية، علماً أن آثار النزاع طالت الرجال والنساء والأطفال على حدٍّ سواء.

وتعمل فرقنا مع منظمات محلية على تحسين الرعاية الصحية في المنطقة وبالأخص لصالح الناجين من سوء المعاملة المحرومين من الخدمات المتوفرة، حيث ندير برنامجاً شاملاً يركز بشكلٍ خاص على دعم الصحة النفسية اعتماداً على جلسات الإرشاد الفردية والجماعية والتثقيف النفسي الاجتماعي وتدبير التوتر.

نقدم أيضاً إلى جانب الرعاية الصحية الأساسية خدمات العلاج الطبيعي وتدبير الألم والدعم الاجتماعي، علماً أن البرنامج هو الوحيد في المنطقة الذي يقدم هذا النوع من الخدمات للناجين من سوء المعاملة وعائلاتهم.

هذا ولا تزال التوعية بمشاكل الصحة النفسية على قائمة أولوياتنا، إذ تعمل فرقنا مع المجتمعات للوقاية من حوادث العنف وتهيئة آليات للتكيّف معها في حال وقعت، حيث تعتمد في هذا على جلسات تثقيف نفسي وتدريبات على الإسعافات النفسية الأولية تنفذها في مراكز الإرشاد والمساجد والمدارس وغيرها من أماكن تجمع الناس في المناطق التي ترتفع فيها معدلات حوادث العنف. وقد وسّعنا في عام 2021 نطاق برنامج الأنشطة الخارجية لكي يشمل المناطق التي تفتقر إلى الرعاية الصحية ونصل إلى عددٍ أكبر من الناس.

يشار إلى أن منظمة أطباء بلا حدود تشارك المعلومات والخبرات حول مختلف جوانب الصحة النفسية مع الشبكات والمجموعات المحلية والهيئات الحكومية وغير الحكومية وذلك بهدف تعزيز قدراتها وتحسين آليات ونظم الإحالة إلى مرافق المنظمة.